غزة تزغرد للسلام.. فرحة عارمة في الشوارع بعد عامين من الحرب

انفجرت شوارع قطاع غزة ظهر اليوم بمشاهد الفرح والأمل، فور إعلان دخول اتفاق وقف إطلاق النار الشامل حيز التنفيذ، بعد نحو عامين من حرب دامية خلفت آلاف الشهداء والجرحى ودمارًا واسعًا طال كل زاوية في القطاع.
خرجت الحشود إلى الشوارع والساحات في غزة وخان يونس ورفح، يرفعون الأعلام الفلسطينية ويهتفون «الله أكبر.. الله أكبر»، بينما تعالت الزغاريد والتكبيرات في المخيمات والمناطق المنكوبة، في لحظة اختلطت فيها دموع الفرح بدموع الفقد.
وقالت مصادر محلية إن المشهد اتسم بـ”مشاعر مزدوجة” بين الفرح بوقف نزيف الدم والحزن على ما خلفته الحرب من دمار وفقدان الأحبة، فيما عبر المواطنون عن أملهم في أن تكون هذه الهدنة بداية طريق نحو سلام دائم يعيد إعمار ما دمرته آلة الحرب، ويفتح الباب أمام حل سياسي عادل يضمن كرامة وحقوق الشعب الفلسطيني.
القاهرة.. قلب الوساطة ونبض السلام
وجاء الاتفاق ثمرة جهود مصرية حثيثة استمرت على مدى عامين، قادتها القاهرة عبر سلسلة من الاجتماعات والوساطات الدولية التي استضافتها مدينة شرم الشيخ، لتضع نهاية لمعاناة المدنيين وتفتح صفحة جديدة من الأمل.
فمنذ مؤتمر القاهرة في أكتوبر 2023، لم تتوقف التحركات الدبلوماسية المصرية، إذ ركزت على وقف العدوان الإسرائيلي وضمان إدخال المساعدات الإنسانية إلى النازحين رغم الحصار الخانق، حتى نجحت الضغوط المصرية في تأمين ممرات إنسانية لوصول الغذاء والدواء إلى غزة.
وحشدت مصر خلال السنوات الأخيرة كافة أدواتها الدبلوماسية والسياسية دعمًا للقضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني، مجددة تمسكها بـحل الدولتين على حدود الرابع من يونيو 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، باعتباره السبيل الوحيد لإنهاء الصراع في الشرق الأوسط.
ولاقت الرؤية المصرية تأييدًا واسعًا من القوى الدولية، بعدما تبنتها دول أوروبية كمسار وحيد لتحقيق السلام، إلى جانب دعم المبادرة السعودية الفرنسية المشتركة.
كما كانت جهود الوساطة المصرية قد نجحت مطلع العام الجاري في التوصل إلى هدنة إنسانية، قدمت خلالها القاهرة رؤية شاملة لتثبيت وقف إطلاق النار، وهي الرؤية التي تبنتها الولايات المتحدة وقطر، قبل أن يتعثر تنفيذها بسبب تعنت الجانب الإسرائيلي.
اليوم، ومع بدء سريان اتفاق وقف إطلاق النار الشامل، تعود غزة لتتنفس من جديد… تتزين شوارعها بألوان الفرح، وترتفع الأصوات بالدعاء أن يكون سلام اليوم هو بداية الغد الأفضل.